Dec /2020 05
تطور صناعة الألبسة عبر العصور
يعود ظهور الملابس إلى أزمنة سحيقة في العصر الحجري القديم، تصل إلى أكثر من 150 ألف عام؛ حيث ظهرت الملابس آنذاك أثناء العصر الجليدي، الذي استمر حتى ما قبل 20 ألف سنة، فكان الإنسان كلما ابتعد عن خط الاستواء والمناطق المدارية، واتجه نحو خطوط العرض الأبعد عن خط الاستواء، ازدادت حاجته لوسائل التدفئة والحماية من برودة الطقس. وكانت الأشكال الأولى للملابس عبارة عن عناصر جاهزة من الطبيعة المحيطة، وفي المناطق الباردة كانت الملابس عبارة عن فِراء وجلود الحيوانات التي يصطادها الإنسان
بقيت الملابس الأولى في حدود الطبيعة، فكان الإنسان يكتفي بوضعها على جسده كما هي، فيعلقها أو يربطها دون إحداث أي تغيير فيها. حتى جاء الانقلاب والتطوّر الأهم في صناعة الملابس، مع حدوث التطوّر التقني أواخر العصر الحجري القديم، حين تمكن الإنسان من استخراج واستخلاص الخيوط من ألياف النباتات، مثل سَعَف النخيل وأوراق البردي، واستخدمها في صناعة الملابس، ليتمكن بذلك من تشكيل الملابس وتفصيلها وفقاً لما يريد ويحتاج.
وجاءت أبرز محطّات تطوّر صناعة اللباس والحياكة لاحقاً، في عصور ما قبل التاريخ، قبل اختراع الكتابة، مع اكتشاف المواد الجديدة، بدايةً من اكتشاف الصوف وتطوّر حياكته في وادي النيل (مصر) خلال الألف السادسة قبل الميلاد، ثم مع ظهور صناعة الحرير وتربية ديدان القزّ بالصين في عهد حضارة الـ "يانغ تشاو" خلال الألف الخامسة قبل الميلاد، ثم جاء التطوّر البارز مع تمكّن حضارة وادي السند (باكستان اليوم) من اكتشاف وتطوير زراعة القطن خلال الفترة من 3300 إلى 1300 قبل الميلاد. في حين شهد العصر الحديدي (1500 - 1000 ) قبل الميلاد ظهور أوّل ملابس مصنوعة من المعادن، مع التمكّن من إذابة وتشكيل الحديد في قوالب، فظهرت ملابس ودروع خاصّة بالمحاربين لحمايتهم في المعارك.
خلال العصور الوسطى، تطوّرت أساليب وأدوات النسيج والحياكة، وتطوّرت معها الملابس وظهرت لها وظائف ودلالات جديدة. فظهرت المعاني والاعتبارات الدينية في أوروبا مع ظهور الملابس الخاصة بالرُهبان والقسيسين، وبدأت الألوان تكتسب دلالات جديدة ذات ارتباطات دينية، فارتدى البابا اللباس الأبيض، والرهبان الكاثوليك الأسود، كما ظهر الحجاب الكامل للراهبات، كما ظهرت عند المسلمين أدوار تمييزية جديدة للملابس في المدن العربية والإسلامية؛ فكان "الحجاب" علامة فارقة للتمييز بين المرأة الحرّة (المغطاة) والأمّة (المتكشّفة)، وارتبطت الملابس ومدى سترها بقيم العفّة والاحتشام لدى المرأة.
لكن التحوّل الأهم في العصور الحديثة، جاء مع الثورة الصناعية، أواخر القرن الثامن عشر، حيث تطوّرت ماكينات الحياكة، وتطوّرت معها صناعة النسيج على نحو متسارع، وبدأ إنتاج الثياب بكميّات كبيرة، فاضت عن الحاجة، وهو ما استدعى تصديرها، إضافة إلى الحاجة لتوفير كميّات متزايدة من المواد الخام، وهذان الدافعان كانا من أهم العوامل المسببة لـ "الاستعمار". فنجد إمبراطورية كبريطانيا تلجأ إلى توسيع مستعمراتها، بغرض توفير محاصيل القطن كمادة خام لازمة لصناعة النسيج، وخاصّة من الهند ومصر، ومن ثُمّ بغرض إيجاد الأسواق المستهلكة لتصدير الفائض من الملابس المنتجة في مصانعها.
وخلال القرن التاسع عشر، كان التطوّر الأبرز في صناعة الملابس مع تحوّلها إلى سلعة رأسماليّة، وتجلّى ذلك مع ظهور العلامات التجارية، وكان اوّل ظهور لعلامة تجارية عام 1858، على يد المصمم "تشارلز وورث"، المصمم الإنجليزي المقيم في فرنسا آنذاك، حيث خاط "وورث" علامته التجارية باسمه على الملابس التي صممها.
وفي القرن العشرين، تطوّر عالم تصميم الأزياء، فظهرت أوّل مجلّة خاصّة بتصميم الأزياء في فرنسا عام 1912، على يد المصمم "لوسيان فوغل"، وهي مجلة "بون تون" (Gazette du Bon Ton). وشهدت فترة ما بين الحربين (1918 - 1939) العصر الذهبي لصناعة الأزياء، والتي كانت فرنسا (باريس تحديداً) حاضنتها الأساسية، فانتشرت فيها دور التصميم، وظهرت عروض الأزياء، وكان أهم زبائن المصممين من ممثلات السينما، وزوجات وبنات كبار الصناعيين. وكانت حركة تصميم الأزياء متأثرة بالاتجاهات الفنية السائدة آنذاك، كالحركة التكعيبية والاتجاه التجريدي. وظهرت باريس في هذه الفترة باعتبارها عاصمة للتصميم ودور الأزياء، قبل أن تتراجع صناعة الأزياء خلال الحرب العالمية الثانية، ومن ثم ظهرت مراكز جديدة، مثل نيويورك، التي استقر فيها عدد كبير من كبار المصممين خلال الأربعينيات.
نقدم في شركة MiŞGET أحدث التصاميم في مجال فساتين السهرة وبدلات الزفاف بما يلبي احتياجات المجتمع العربي والعالمي، ولأي استفسار عن منتجاتنا يرجى التواصل معنا
مدونة أخرى: